إن عملية نقل و اقتباس المعلومات تفيد في سد النواحي المعرفية لدى الشخص وذالك من خلال استعانته بما يتميز به الآخرون .. ولكن لا يستطيع الباحث أن يكتفي بذالك فقط وكأنه تقمص فكر الباحث المقتبس منه والغى جوانب الإبداع و الخروج بما هو جديد. فهناك فرق بين " مستسقي من علوم الآخرين " وبين " ناقل أو مؤيد فقط "، وقد يكون أكبر عامل لتحفيز الإبداع لدى الباحث هو كثره الإطلاع والقراءه بنهم
ولا نقصد بالقراءة المقالات الالكترونية و البحوث الورقية المختصرة ولكن القراءة في مصادر ومواضيع جديده ومتنوعة . فإن الحصر في مجال معين أو تخصص يحد من خاصية الإبداع .. فما أجمل أن يتم الدمج بين العلوم الأخرى وأخذ الجديد منها وتوظيفها بطريقة تناسب تخصص الباحث، فكم للقراءة بتمعن وإدراك الأثر الكبير في لإثراء جعبة الباحث وتوسيع مداركه البحثية.
فهناك بعض الأمور التي يجب أن يراعيها الباحث عند القراءة , كاختيار المراجع المعرفية المهمة و التي تحمل المصداقية في محتواها . وقد يكون أفضل طريقة قد يتبعها الباحث للاستفادة مما يقرأ بأن يقوم بتدوين ملخصات لما يتم قرآئته وتصنيف ما تم تلخيصه تحت عناوين رئيسية ثم فرعية .. كما يمكن استخدام كروت أو قصاصات ورقية، وبالإمكان كذالك استخدام الهاتف النقال في تدوين أهم الاقتباسات التي يستطيع من خلالها الإبحار في المواضيع أو في تدوين المراجع التي تطرق لها الكتاب حيث أن بعض المؤلفين يسلطون الضوء على مراجع تعود للباحث بالفائدة .
وكما هو معروف بأن العقل البشري لا يستطيع استقبال أي نوع من المعرفة وهو في حالة إرهاق أو ضغط , فيجب بل لا بد من أن يتمتع الباحث باللياقة البدنية و العقلية و الذهنية الكافية لتحمل المشاق المرتبطة دائماً بعملية البحث . فكثير من الباحثين حال وضعهم الصحي في استئناف مراحل البحث بسبب سوء أوضاعهم الصحية. لذالك يجب على الباحث أن يهتم بصحته وأن يهيأ عقله لاستقبال اكبر قدر من المعلومات .
وفي الأخير يجب أن نذكر أنه يجب على الباحث عند القراءة أن يمتلك القدرة على اختيار أكثر المراجع مصداقية و توثيق فلا نستطيع أن نقارن منشورات الإنترنت بالكتب التي تم توثيقها بناء على أساس علمي ومعرفي ثابت , حيث أن الأولى لا ترقي أبداً لمصداقية ما يتم نشره في الكتب الورقية .. وكذالك فإن البيانات اللازمة للاستخدام لأغراض التحليل العلمي من الأفضل أن يتم الحصول عليها من مصادرها الأصلية إما من خلال البحوث الميدانية أو المقابلات الشخصية أو من المؤسسات محل البحث والتقييم ..
من هنا يتضح لنا أن طريق البحث العلمي لهو طريق شاق وممتع على حد سواء لمن من الله عليهم حب البحث والتميز والإبداع .
همسة ...
على الباحث أن يحب العلم لأجل العلم ذاته
قال صلى الله عليه وسلم " من تعلم العلم ليباهي به العلماء , أو يماري به السفهاء , أو يصرف به وجوه الناس اليه , أدخله الله جهنم "
صحيح الجامع الصغير و زيادته
بقلم/ لولوه الحربي