البحث العلمي هو عود الثقاب الذي يشعل الابداع والابتكار لتقديم حلول علمية تساهم في في تطور الحياة الانسانية ككل فضلاً عن المجتمع الذي دفع عجلة هذا التقدم، والبحث الذي يتميز بالفكرة الجديدة والمتميزة يظهر للنور ولن يقبع تحت الظلام ولن يتراكم عليه غبار الزمن ولن يظل حبيس الأدراج؛ الأمر الذي يدعو للاهتمام بعملية التفكير كعملية مولدة للإبداع في البحوث العلمية وكتابتها لإنتاج حلول وأفكار ابداعية تتدحرج بالتطور معها ككرة ثلج تسارعت من سفح جبل لتصبح معها المجتمعات عظيمة وقوية لا يقف أمامها كنهٌ ضعيف.
هناك أمور تساعد الباحثين المبدعين لتقديم أبحاث علمية ذات أفكار ابداعية قد يتعلق الجزء الأكبر منها للبيئة الحاضنة للأبحاث العلمية وهنا نحدق جميعًا نحو "الجامعات" التي هي المحضن الرئيس للأبحاث العلمية من خلال مخرجات الدراسات العليا ثم نلوّح لمراكز الأبحاث المتخصصة بدورها الفعال كبيئة حاضنة للإبداع والابتكار والتجديد في الأبحاث العلمية.
وهنا يتولد مدى الحاجة للإنفاق على الأبحاث العلمية لدفع عجلة تقدمها وتطورها ؛ولله الحمد فقد وجدنا اللمسة الحانية والقلب الكبير المعطاء من بلادي الحبيبة المملكة العربية السعودية حماها الله التي سعت لذلك من خلال خطط عدة أذكر منها خطتها الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار والتي تشرف على تنفيذها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والتخطيط بما يقارب انفاق 8 مليارات ريال لبناء منظومة البحث العلمي والابتكار الذي سيجعل هذه البلاد المباركة في مصاف الدول المتقدمة صناعيًا في عام 2025م بإذن الله.
ويبقى تحفيز الباحثين الطامحين لنيل شرف الوصول بهذا البلد المعطاء مرتكزًا أساسيًا ليبدأ مسيرة الألف ميل بخطوة منه ويبدأ في تحفيز نفسه بالإلمام بتخصصه ومجاله ويسير نحو تقديم أبحاث متميزة ترقى بالمجتمع وترقى بمستوى البحث العلمي الذي يعزز دوره المحلي والعالمي.
فجرعات من ترياق الابداع ستنهي سقم التأخر فلنرحب جميعًا بترياق التفكير الابداعي الملهم لكل باحث متميز طموح.