الكتابة: د. هند بنت عبدالله الجهني، وكيلة الكلية للتطوير والجودة في الكـــــــــلية الجامعية بالوجـــه
يشمل تطوير البحوث مجموعة من الأنشطة الاستراتيجية وبناء القدرات التي تهدف إلى تسهيل فرق الباحثين من أعضاء هيئة التدريس، وجذب تمويل البحوث خارج أسوار الجامعة، ووضع وتنفيذ الاستراتيجيات التي تزيد القدرة التنافسية المؤسسية وتسهيل التميز البحثي.
وتعتبر بحوث التنمية واحدًا من الانشطة التي تبنتها العديد من الجامعات لتعزيز جهود أعضاء هيئة التدريس، وتعزيز تنمية التعاون العلمي وكذلك المنافسة للحصول على فرص تمويل بحثي.
وقد عرف مفهوم التنمية تغيرات عبر الزمن حيث أختلف الاقتصاديون في تحديد مفهوم التنمية، وهناك من يصنفها بأنها عملية نمو شاملة تكون مرفقة بتغيرات جوهرية في بنية اقتصاديات الدول النامية وأهمها الاهتمام بالصناعة.
ونظرًا ما لبحوث التنمية من أهمية ولتعدد أنواعها فسوف اتطرق لنوع منها يعتبر مهم على صعيد الساحة الاقتصادية والاجتماعية ألا وهو التنمية المستدامة.
من منطلق أن التنمية الاقتصادية والمحافظة على البيئة هما عملية متكاملة وليست متناقصة. لذا تعرف عملية التنمية المستدامة بالعملية التي تقر بضرورة تحقيق نمو اقتصادي يتلاءم مع قدرات البيئة، كذلك نجد أن بعض المفاهيم الخاصة بالتنمية المستدامة تستنزف الموارد الطبيعية، بحيث أن هذا الاستنزاف من شأنه أن يؤدي إلى فشل عملية التنمية نفسها، وحيث أن التنمية المستديمة تسعى لتحسين نوعية حياة الإنسان ولكن ليس على حساب البيئة لهذا يعتبر جوهر التنمية المستدامة هو التفكير في المستقبل وفي مصير الأجيال القادمة.
التنمية المستديمة من خلال آلياتها ومحتواها تسعى إلى تحقيق جملة من الأهداف من أهمها التعامل مع النظم الطبيعية ومحتواها على أساس حياة الإنسان وذلك عن طريق مقاييس الحفاظ على نوعية البيئة والإصلاح والتهيئة، تنمية إحساس المجتمع بالمسؤولية تجاه البيئة وحثهم على المشاركة الفعالة مع النظم الطبيعية ومحتواها، تحقيق استغلال واستخدام عقلاني للموارد واخيرا ربط التكنولوجيا الحديثة بأهداف المجتمع.
والسيطرة على جميع المشكلات البيئية يتطلب تفعيل التنمية الاقتصادية تطوير مؤسسات وبنى تحتية وإدارة ملائمة للمخاطر وهذا بدوره لتؤكد المساواة في تقاسم الثروات بين الأجيال المتعاقبة وفي الجيل نفسه.
نحن نعلم أن كثيراً من الموارد على سبيل المثال البيئة بمكوناتها الإنسان والنبات والحيوان والجماد والهواء هي موارد غير متجددة بمعنى أنّها تتناقص وخاصة بموضوع الطاقة الذي يتضاعف الحاجة إليها كل يوم أكثر من اليوم الذي يسبقه.
وتقدم الصناعة أدَّى إلى تلوث الهواء ممّا أحدث خللاً كبيراً بتجانس نسب الغازات في الغلاف الجوي وأصبحت الكرة الأرضية مهددةً بارتفاع حرارتها مما يؤدي إلى ذوبان الثلوج في القطبين وبالتالي ارتفاع منسوب البحار والذي يهدد بغمر مساحات واسعة من الأرض وكان للثورة الصناعية الأثر الأكبر في زيادة الطلب على الطاقة والمواد الأولية.
لهذه الأسباب و بسبب تعدد مصادر التلوث التي تؤدي إلى الإضرار بالبيئة عمدت الدول الصناعية الكبرى إلى أهمية المحافظة على البيئة بما فيه الغلاف الجوي وأقرت مجموعة من القوانين تلزم الدول بالحد من عمليات التلوث ونشر مبدأ التنمية المستدامة ومن هذه القرارات : تشجيع المشاريع الملائمة لكل منطقة حسب ظروفها ألبيئية خلق مصلحة مشتركة ما بين الإنسان والبيئة بحيث ترتبط البيئة بارتفاع مستوى حياته، تشجيع المبادرات الفردية والمجتمعية لإقامة المشاريع التي تلائمهم، العمل على زيادة الوعي حول الطاقة المتجددة كطاقة الرياح وطاقة الشمس وطاقة الرياح وغيرها من أجل التقليل من الاعتماد على مصادر الطاقة المتناقص, وبالتالي مساعدة المجتمعات الفقيرة على تطوير مصادر دخلهم لمنعهم من تدمير عناصر البيئة من حولهم.
أخيرًا ارتبطت التنمية البشرية بمفهوم التنمية المستدام نظرًا لأهميتها، حيث تبرز هذه العلاقة من خلال الحاجة الماسة لإيجاد توازن بين السكان من جهة وبين الموارد المتاحة من جهة أخرى، فهي علاقة بين الحاضر والمستقبل، بهدف ضمان حياة ومستوى معيشة أفضل للأجيال القادمة، حيثُ أنّه لا وجود لتنمية مستدامة بدون التنمية البشرية.