وبصرف النظر عن الكتب التي تستطرد في السرد، هناك المجلات التي توضح النتائج الأخيرة العلمية لعامة الجمهور (مثل مجلة الاكتشاف والتاريخ الطبيعي) ولكن العلم لا يقتصر فقط على التعلم من كتاب. يمكنك الحصول على العلم من خلال المشاركة في أنشطة العلوم بطرق عديدة مثل التطوع في مراكزالعلوم أو حضور المقاهي العلمية حيث أن العلماء والباحثين يتحدثون بشكل غير رسمي عن أعمالهم. استكشف العالم الطبيعي لوحدك، والعلم هو في كل مكان حولنا.
     إذا كنت ترغب حقًا في العلم، وترغب في ممارسة مهنة علمية. إذا كنت تريد المزيد من السيطرة على ما تدرسه، قد تحتاج إلى مزيد من التدريب.
     تقليديًا، يركز طلاب البكالوريوس والماجستير على تعلم مجموعة كبيرة من المعرفة "الخلفية" اللازمة للبحوث، في حين طلاب الدكتوراه وحملة الدكتوراه يركزون على تعلم كيفية إجراء البحوث العلمية.
     مع شهادة الدراسة الثانوية أو شهادة جامعية، يمكنك العمل في مؤسسة حكومية، في إحدى الجامعات، أو في الصناعة أو تحليل البيانات على الكمبيوتر، ومع ذلك عادةً _ولكن ليس دائمًا! _ تكون المساهمة في الجسم أكبر من المعرفة العلمية، والعلماء الذين يريدون تشغيل البحوث الخاصة بهم عليهم مواصلة دراستهم لإكمال درجة الماجستير، والدكتوراه، وربما تعيين أبحاث ما بعد الدكتوراه (تسمى عادة مرحلة ما بعد الدكتوراه)، التي تنص على دكتوراه في الآونة الأخيرة. شهادة الدكتوراه ومرحلة ما بعد الدكتوراه تسمح لك بمعرفة كيفية القيام بالعلوم تحت إشراف كبار العلماء الذين يمكن أن يوجهوك من خلال العملية برمتها، مما يجعل كل التقلبات، والتحولات، والطرق المسدودة للوصول إلى الحقائق العلمية أسهل. يرى الكثير من العلماء أن حامل درجة الدكتوراه مشهود له بقدرته على إجراء البحوث العلمية.
     مرحلة الدكتوراه يمكن أن تكون عملية مرهقة، ولكن المكافآت الخاصة بالبحث العلمي يمكن أن تجعل الأمر يستحق العناء! رغم أن العديد من العلماء اليوم حصلو على تدريب متقدم، فمن الممكن أن تعمل في طريق تصل إلى منحنى تركز على البحوث حتى بدون شهادة الدكتوراه، على سبيل المثال كان الفيزيائي والكيميائي مايكل فاراداي لديه الكم القليل جدًا من التعليم. تتلمذ على الكتب في الرابعة عشرة من عمره، وتعلم العلم من خلال قراءة الكتب. وكان مفتون بالمقالات التي تختص بالكهرباء، بدأ إجراء التجارب بأن بنى بنفسه باستخدام بطارية ضعيفة مولد كهرباء. بدأ حضور المحاضرات في الفيزياء والكيمياء، وكان متيما بسلسلة المحاضرات التي قدمها الكيميائي البارز همفري ديفي. تولى فاراداي كتابة الملاحظات في هذه المحاضرات وبعد الانتهاء من هذه السلسلة، أرسل نسخة منه إلى ديفي مع خطاب طلب وظيفة في مختبره. وقد أعجب ديفي بفاراداي بما لديه ، ووظف فاراداي. أصبح فاراداي واحدًا من العلماء الأكثر تأثيرًا في القرن التاسع عشر، ووضع الأسس لنظرية جيمس كلارك ماكسويل للإشعاع الكهرومغناطيسي والكثير من دون أي شهادة جامعية.

     وهناك مثال أكثر حداثة غير عادي في العلم وهو مسار في علم الأحياء المائية للعالمة ألكسندرا مورتون. بعد حلم الطفولة لدراسة الحيوانات، حصلت على درجة البكالوريوس وتوجهت مباشرة لدراسة إنتاج الأصوت والتواصل مع الدلافين. في عام 1981، شاركت في تأسيس منظمة غير ربحية لدعم أبحاثها قبالة ساحل كولومبيا البريطانية. بعد إدخال مزارع سمك السلمون إلى المنطقة في عام 1987، حاولت مورتون دون جدوى الحصول على دعم الحكومة لإضافة دراسة آثار تربية السلمون على الأنشطة البحثية لها. أظهرت أبحاثها الفروق الغذائية بين السكان والمقيمين ووثقت ارتفاعًا في نسبة زراعة سمك السلمون.
     شهادة الدراسات العليا ليست شرطٍا لإجراء البحوث العلمية! على الرغم من أن بعض العلماء دخلو العلم بطرق غير متوقعة وأحسن مثال لذلك عندما قررت جين غودال، الذي بدأت بدراسة الشمبانزي في البرية من دون شهادة الدكتوراه وفي نهاية المطاف قررت أن الدرجة العلمية ستساعدها على مواصلة دراستها لشمبانزي وأن بحثها سوف يؤخذ بجدية أكبر من قبل المجتمع العلمي.
     الغالبية العظمى من العلماء هي مثل غودال. يرون فوائد التعليم الرسمي. ومع ذلك، ليست هذه هي الطريقة الوحيدة للوصول إلى العلم. التدريب الميداني مهم، ولكن ليست ضرورية تماما، فاراداي ومورتون على حد سواء أقاموا مسارات خاصة بهم في العلم على أساس معارفهم ومهاراتهم.
     وفي نهاية المطاف، على الرغم من أن الاستفادة من تجاربنا السابقة قد يستغرق وقتا طويلا، إلا أن العلماء سيحكمون المشاركين من خلال نوعية الأفكار وأبحاثهم، وليس عن طريق شهاداتهم.