ولعل أحد الأسباب التي دعتني لكتابة هذا المقال هو مقال آخر للزميلة إرادة حمد في هذا الموقع عن "فلسفةُ البحث: ضرورةٌ للطالب أمْ محضُ فلسفة ؟!" تجدونه على الرابط:
فلسفةُ البحث: ضرورةٌ للطالب أمْ محضُ فلسفة ؟!
ويمكن تعريف فلسلفة البحث على أنها مجموعة المعتقدات والقيم حول كيفية جمع وتحليل واستخدام بيانات البحث العلمي. وتؤثر هذه المعتقدات والقيم بالتالي على سير عملية البحث بالكامل. وقبل الحديث عن أقسام فلسلفة البحث وتفرعاتها دعونا نتعرف على بعض الأسباب التي تجعل توضيح الفلسفة التي تبناها الباحث أمراً مهما خصوصاً في رسائل الدكتوراة:
- نظراً لأن الهدف الأساسي من البحث العلمي هو الوصول للحقيقة بطريقة علمية معينة فإن فلسفة البحث تحدد المنطق الذي سيسير عليه البحث والباحث.
- تحديد علاقة الباحث بالبحث، هل هو مؤثر على البحث؟ أم أنه بعيد تماماً عن التأثير على البحث وهو مجرد راصد للبحث.
- تحديد الطريقة التي سيمتلك الباحث من خلالها المعرفة، هل هي عن طريق الأرقام البحتة أم عن طريق الشرح أو غير ذلك.
- من خلال تحديد فلسفة البحث يمكن للباحث تحديد الأدوات التي سيتخدمها، وبالتالي فان اختيار أداة البحث مرتبط بفلسفته.
- تحدد فلسفة البحث رؤية الباحث للعالم من حوله ولمشكلة البحث بالذات.
- فلسفة البحث قد تؤثر على مدى تعميم نتائج البحث إلى بيئات مختلفة من عدمه.
وتنقسم الفلسفة عموماً وفلسفة البحث خصوصاً إلى ثلاثة فروع رئيسية كالتالي:
- فرع الوجود Ontology حيث الاهتمام هنا بطبيعة الأشياء وكينونتها وكيف يرى الباحث العالم من حوله. وتنقسم إلى:
- الذاتية Subjectivism
- الموضوعاتية Objectivism
- الواقعية Pragmatism
- فرع المعرفة Epistemology حيث الاهتمام هنا بما هي المعرفة؟ وكيف يمكن للباحث اكتشاف هذه المعرفة؟ وكيف أمكنه امتلاكها؟ ويمكن تقسيمها إلى:
- الوضعية أو العلمية Positivism
- التفسيرية Interpretivism
- الواقعية Realism
- فرع القيم Axiologie وهو ذلك الفرع من الفلسفة الذي يتناول القيم. وقليلاً ما وجدت طلاب الدراسات العليا يتطرقون له عند الحديث عن فلسفة البحث.
وكل فرع من هذه الفروع يحتاج لدراسة مستفيضة لا يسع المقام هنا لها، ومما لاحظته أن هناك تداخلاً بين فروع الفلسفة وتصنيفاتها ومصطلحاتها ليس فقط في المراجع العربية بل حتى في المراجع الأجنبية لذا ينبغي على باحث الدراسات العليا الانتباه لهذه النقطة والاكتفاء بمرجع أو مرجعين عنها منعاً للخلط والتشتت.