تسجيل الدخول
مراجعة الأدبيات في خطوات من  الخميس, 03 أيلول/سبتمبر 2015 11:04

لطالما كانت القراءة والكتابة شقان متكاملان يرتبط كل منهما بالآخر. وهما كذلك في عملية مراجعة الأدبيات (literature review), لاسيما حين يكون الهدف منها هو تحديد سؤال البحث. ولكن في هذا البحر من الأدبيات من أين نبدأ؟ وبأي اتجاه نسير؟

على الرغم من أنه لاتوجد طريقة محددة يمكن أن تنطبق على جميع التخصصات وجميع أنواع البحوث، هنا محاولة لتصوير دراسة الأدبيات على شكل مراحل أو خطوات عمل مبسطة في سبيل الوصول لصياغة سؤال بحث واضح, وكتابة جزء مبدئي لمراجعة الأدبيات يتم الإضافة عليه وتحديثه خلال مسيرة البحث. وقد تم الوصول لهذا الرسم من خلال قراءاتي حول هذا الموضوع وتلخيص المحاضرات وورش العمل التي حضرتها حوله.

 

infograpg litreview


كما هو موضح في الرسم أن موضوع البحث أو (العنوان) إذا تم تحديده، هو القائد قي تحديد كلمات البحث المفتاحية (key words) التي ننطلق منها لبداية رحلة البحث في المراجع. وبناءً عليها نقوم بإنشاء حقل البحث (field of review) فنحدد عدد معين من هذه المفاهيم الرئيسية أو الكلمات المفتاحية لنبحث عن كل منها. بعد ذلك نكون قد حصلنا على كم هائل من الأوراق العلمية والكتب وغيره المتعلقة بمجال البحث.

محاولة الاطلاع على أغلب هذه المراجع في هذه المرحلة هو مطلب, فالتوسع في القراءة يكون مفيداُ في البداية لتأتي بعدها عملية تقنين مجال البحث في حدود معينة. في هذه المرحلة نقوم بعملية تقييم لتلك المراجع من حيث الفائدة وأوجه التشابه والاختلاف، ومن حيث التأييد والمعارضة. وكذلك من حيث قوتها كمرجع علمي وضعفها، ومن ثم نبدأ بالقراءة.


قراءة هذه المراجع لاتتم بطريقة عادية فكما ذكرت سابقاً أنها لاتنفك عن الكتابة معها في آن واحد. فأثناء قراءتها علينا أن نحاول القيام بعدة أمور وهي:
* إيجاد فجوة بحث. (fresh gap in the researches)
* طرح تساؤلات.
* البناء على نتيجة بحث سابق وإكمال ماتم اقتراحه كعمل مستقبلي. (Future work)
* التعرف على الكتاب البارزين والرواد في مجال بحثك.
* تحديد موقع بحثك بين السياق الفكري والنظري الحاصل بين البحوث الحالية.
* تحديد منهجيات وطرق البحث والأدوات التي يمكن أن تناسب بحثك.
* تحديد نوع بحثك.

عند قيامنا بهذه الأمورسنجد تدريجياً أن سؤال البحث قد بدأ في التشكل والاتضاح. عندها ننتقل لمرحلة كتابة مراجعة الأدبيات، فالجزء الأول منها يبدأ بملخص لخلفية البحث، وصورة عامة عن الدراسات السابقة في مجال بحثك والخروج منها بتعيين الفجوة التي سيقوم بحثك بتغطيتها. تلك الفجوة التي تبحث عنها لا يتطلب أن تكون كبيرة جداً فيمكن أن تكون مساهمة بحثك تنحصر في مجال ضيق جداُ ولكن لم يتم التطرق إليه من قبل. كربط بين مفهومين وتكوين علاقة مفاجئة لم تكن موجودة في السابق.

الجزء الرئيسي هو مناقشة تلك الدراسات التي قمت بقرائتها ويفضل تقسيمه بحسب مواضيع البحث الرئيسية، بحيث يناقش في كل موضوع آراء الداعمين وجدل المخالفين والبدائل المقترحة. كذلك يتم توضيح علاقتهم ببعضهم البعض ومن ثم علاقتهم ببحثك وماذا يميزك عنهم.

أما الخاتمة فتكون بطرح الحاجة لسؤال بحثك ووضع مساهمتك في السياق بين البحوث السابقة التي تم ذكرها. وإيضاح أن بحثك يحل الجدل الحاصل بين المتناقضات التي حاولت أن تبينها في نقاشك السابق، وكيف سيساهم في فهم أكثر لمجال بحثك بشكل عام وتطويره.

وأختم هذا المقال بأن الباحث حين يعثر على المرجع الجيد فكأنه قد عثر على حبل نجاة, فهو يختصر الكثير من الوقت والجهد ويغني عن عشرات المراجع غيره. وجدت من تجربتي أن المرجع الجيد الثري –غالباً ما يكون كتاب- يفتح لك الآفاق لينطلق بك من على أرض صلبة تسير عليها كجسر ممتد في محيط البحث. ولاأقول بحر وإنما محيط لأعبر عن ضخامة واتساع العلوم والمعارف المتعلقة بالبحث العلمي والتي تغرق فيها وتتشعب وقد تخرج بمزيد من العلم والمعرفة لولا أن لكل بحث وقت محدد لإنهاءه وهو دائماً أقصر من أن تقرأ كل ماحولك. ما تحصل عليه حين تقرأ مرجعاً جيد في رحلة بحثك, ستحصل على:

* أفكار جديدة.

* إجابات على تساؤلات كانت لديك.

* مراجع أخرى جيدة مثله.

* اقتباسات تدعم فكرتك وتوجهك تساعدك للدفاع عنها.

الجميل في الأمر أنك ستحصل عليها هنا تلقائياً ليس عليك أن تحاول أن تبحث عنها!

infograf2


 

قييم هذا الموضوع
(1 تصويت)
هيفاء عبدالرحمن الحميدان

محاضرة في جامعة الأميرة نورة، وطالبة دكتوراه في جامعة لفبرا في تخصص التصميم التفاعلي

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

موقع الأكاديميون السعوديون © جميع الحقوق محفوظة 2020