طبقاً لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) فإن الأمن الغذائي يتحقق "عندما يتمتع جميع الناس وفي كل الأوقات بالفرص والإمكانيات المادية والاجتماعية والاقتصادية للحصول على غذاءٍ كافٍ ومأمونٍ ومغذٍّ لتلبية احتياجاتهم وتناسب أذواقهم الغذائية ليعيشوا حياة مفعمة بالنشاط والصحة". يُؤخذ من هذا التعريف أنّ مفهوم الأمن الغذائي يرتكز على ثلاثة محاور وهي:1) وفرة السلع الغذائية السليمة والآمنة، 2) وجود السلع الغذائية في السوق بشكل دائم، 3) أن تكون أسعار السلع في متناول المواطنين، وهذا حق نص عليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة.
مايكل هوفيل (مستشار الكلية الملكية للعلوم والتكنولوجيا والطب في لندن) يناقش في مقال له ظواهر ترتبط بالأمن الغذائي ويستعرض مبادرات العلوم والتقنية الحيوية التي تساعد في تأمين الحصول إلى طعام مغذٍّ كافٍ في دول العالم.تقوم هذه المبادرات على فكرة "التكثيف المستدام" بوصفه حلاً يمكن تحقيقه بثلاث طرق: الإيكولوجيا الزراعية، الطريق الوراثي، والطريق الاجتماعي والاقتصادي. طريق الايكولوجيا الزراعية يقوم على فكرة استخدام مقادير قليلة من الأسمدة عبر نٌظم زراعية تعزِّز كفاءة استخدام المياه وتحسين وصول العناصر الغذائية للنباتات بأقل تكلفة ممكنة. الطريق الوراثي يقوم على فكرة التعديل/التهجين الوراثي بهدف زيادة الإنتاج أو تحسين الصفات النباتية والغذائية (على سبيل المثال إنتاج ذرة تتحمل الجفاف، وتحوير محصول الأرز جينياً ليحتوي على” بروفيتامين ألف (كاروتين بيتا)” والحديد مما يؤدي الى تحسين الحالة الصحية في الكثير من المجتمعات المحلية الفقيرة). أما الطريق الاجتماعي والاقتصادي فيقوم على فكرة دعم صغار المزارعين للبقاء في السوق الزراعية عبر توجيههم وتدريبهم في مختلف القضايا الزراعية.
تجد الإشارة الى أن التركيز على الإنتاج وحده لا يكفي! نحن بحاجة الى تقليل الهدر الغذائي بعد الحصاد عن طريق تحسين نٌظم التخزين المناسب وتحسين وسائل النقلالمناسبة مما يضمن تقليل هذا الهدر. من الضروري أن تبدأ البلدان في تحقيق الاستفادة القُصوى من الإمكانيات الهائلة التي تتيحها التقنية الحيويّة وأدواتها المتاحة في مجالات إنتاج المحاصيل الزراعية الإقتصادية المتعلقة بإنتاج الأغذيةوالحدّ من الهدر الزراعي والغذائي لتحقيق هدف الأمن الغذائي في المستقبل.