ولكن .. لماذا يشاهد الإختلاف في النهج والتواصل والتعاون عند شريحة النخبة من - بعض - المثقفين والإكاديمين في بعض المنظومات والهيئات والجامعات الحكومية بعد تقلدهم أو تكليفهم لمنصب قيادي إداري أو علمي ؟
وماذا عن نهج وشعارات ومحاور روح فريق العمل الجماعية والشفافية وتكافؤ الفرص قبل التقدم المهني في واقع الهيكلة التنظيمية الإدارية أو العلمية ؟ هل أختلف الطموح ؟
وهل أصبح البحث عن المجد الشخصي و" تجيير "العمل والجهد والمقترحات والدراسات والأبحاث عند بعضهم " معول " هدم للمثابرة والنشاط في المنظومة أو الإدارة وكذلك في توافر معطيات التسرب الوظيفي على حساب مخرجات الصالح العام ؟
كيف تغيرت القناعات عند بعض من تقلد هذه المناصب - وهم على دراية ومعرفة اكثر من غيرهم بالواقع والإحتياج - في المشاركة والدعم للجميع في تحقق التطوير والطموح المهني والعلمي ؟
عطفا على الاستفهامات والمحاور السابقة في هذه القراءة وكذلك بالتزامن مع ما رشح لنا من بعض التحفظات والتداعيات السلبية للعديد من المنتسبين لمثل هذه المنظومات والهياكل التنظيمية الإدارية والعلمية , فالطرح هنا يختلف والواقع والمستقبل يستشرف التوقف - وفي عجالة – للإستفهام قبل التعليق والتنوية على نماذج مهنية لا زالت " تراوح " في إنتاجيتها وطموحها المهني عند خط وحدود " الصالح الخاص " .
المتابع لواقع برامج ومشاريع التنمية الشاملة في مختلف التوجهات الخدماتية والعلمية والتعليمية والتربوية والإقتصادية والإجتماعية يثمن ويلاحظ الدعم مع الحرص من قبل حكومتنا الرشيدة على توافر وتحقق جميع معطيات ومحاور النجاح وكذلك التوجيه بتطبيق وتفعيل المهام والمسئوليات الوظيفية في خدمة الصالح العام للمجتمع , مع الأخذ بعين الإعتبار التوجه الدولي والمحلي الجاد والمتسارع في التوعية والتنفيذ لتطبيقات تتناول التهيئة وتأسيس لحفظ الموارد وتكامل الخدمات المستقبلية للأجيال القادمة " التنمية المستدامة " .
وفي المقابل .. أليس من المخجل أن نسمع عن كفاءة وطنية مهنية أو أكاديمية أو علمية تذهب جهودها وخبراتها في مهب الريح , فبعضهم يقول أن دراسته أو بحثه لم يتم الإستفادة منها أو حتى الإطلاع عليها , والبعض الاخر يقول أن توصياته وأطروحاته تم الإستفادة منها بعد فترة من الزمن للصالح الشخصي أو التنظيري من قبل مدير الإدارة أو اللجنة أو المنظومة دون الإشارة إليه أو التواصل معه , والبعض يعاني من " التهميش " وعدم المشاركة في اللجان او المؤتمرات في مجال تخصصه وخبراته ومهامه الوظيفية , وقد تشاهد - على النقيض - من يكون حضوره ومشاركته المهنية والإعلامية طرف ومرشح ثابت في كل الأنشطة والفعاليات .
الدول والمجتمعات المتقدمة والمتطورة تنهض ومعها واقع مخرجات التطوير ومعطيات السلوك الحضاري والإجتماعي بتكاتف وتعاون ودعم النخب بمختلف ثقافاتها وتخصصاتها " تكامل وتناغم " إعتبارا من أعلى " الهرم الوظيفي " والتدرج نزولا في جميع القطاعات , وكذلك عند تواصلها وتشجيعها وتبنيها للوصف والمسمى الوظيفي والمهني في سلم ودرجات مختلف الهياكل التنظيمية .