تعني الجودة للبعض النوعية الجيدة أو الخامة الأصلية ويقصد بها الكيف، و لا يتضمن هذا المفهوم العدد حيث أن العدد معني بالكم، وقد تعني الجودة لآخرين التفضيل مرادفا للرفاهية والتميز ومتاحة فقط للقادرين على الدفع حال ارتفاع ثمن السلعة أو الخدمة .
تعني الجودة لغويا من فعلها الثلاثي جاد "كون الشيء جيدا". أما في مجال الإدارة فلقد تعددت وتباينت التعريفات التي أوردها الكتاب والمهتمون بموضوع الجودة حيث ذكر المتخصصون العديد من التعريفات المختلفة لها فلقد عرفها جونسون ( Jonson ) بأنها القدرة على تحقيق رغبات المستهلك بالشكل الذي يتطابق مع توقعاته ويحقق رضاه عن السلعة أو الخدمة التي تقدم إليه ، وعرف ديمنج ( Deming) الجودة بأنها "درجة متوقعة من الانتظار حتى يكون المنتج ملائما للأسواق".
ويرى المختصون أن تعريفات الجودة يمكن حصرها وتقسيمها وفقا لثلاث مداخل
(أ ) التركيز على العميل :
حيث يعرفها جوران ( Juran ) بأنها "الملائمة للاستخدام" حيث يرى أن الجودة تكمن في عين المشاهد ويميل إلى الأخذ بهذا المدخل رجال التسويق حيث يرون أن الجودة العالية تعني أداء أفضل وهذا التعريف للجودة مناسب للشركات التي لها خدمات ذات اتصال مباشر بالعملاء أو التي تعتمد في أداء خدماتها على عدد كبير من الموظفين .
( ب ) التركيز على العملية :
يعرف كروسبي ( Crosby ) الجودة على أنها "مطابقة المتطلبات" وهذا التعريف يعطي أهمية أكبر لدور الإدارة في مراقبة تقديم الجودة حيث أن دور العملية وطريقة تقديم المنتج هي التي تحدد جودة المنتج النهائي وبالتالي فان التركيز هنا داخلي وليس خارجي على أساس المنتج فإنها تنظر إلى الجودة على أساس التمييز الخاضع للقياس الدقيق أي مستوى احتواء المنتج على خاصية معينة وهذا التعريف مناسب للشركات التي تقدم خدمات قياسية لا تتطلب اتصال كبيرا مع العملاء ولكن مردود هذه الجودة يتحقق في مرحلتين أولهما داخلي أي داخل المنشاة حيث تأتي بمنتج ذو مواصفات جيدة وثانيهما خارجي، حيث أن هذا المنتج سيحقق مصلحة المستهلك ويلبي رغباته بمستوى متميز .
( ج ) التركيز على القيمة :
تعرف الجودة أحيانا أنها "التكلفة بالنسبة للمنتج والسعر بالنسبة للعميل" أو "مقابلة متطلبات العميل على أساس الجودة والسعر والإمكانية" حيث عرفها فيجنبوم ( Feigenbaum ) بأنها "قدرة المنتج على تحقيق الغرض المنشود منه بأقل تكلفة ممكنة "ويميل إلى الأخذ بهذا التعريف رجال الإنتاج فالجودة من وجهة نظرهم تقوم على أساس التصنيع حيث يرون إن الجودة تعني المطابقة للمعايير والمواصفات وأن يتم إنتاجها بطريقة صحيحة من أول مرة.
وفي ضوء هذه التعاريف المختلفة فإنه يمكن تعريف الجودة بأنها : قدرة المنظمة على إنتاج سلعة أو خدمة تحقق رغبات المستهلك الحالية والمستقبلية وتتعدى توقعاته في أي وقت وفي كل مكان . وهذه هي العلاقة بين مفهوم الجودة عند المنتِج داخل الشركة أو المصنع أو المؤسسة وعند المستهلك أو العميل للخدمة أو السلعة وهنا يأتي التميز والمكاسب والمنافع المتبادلة وتتحقق جودة الإنتاج ومفهوم جودة الاستهلاك.