وبالحق ياسادة لو كان الوقت يُشترى لأنفقت مامعي ومثليه معه لاقتناء بعضه ..
طلعت مؤخراً على إحدى الفرضيات الناصة على أن الشعور بالرضى المصاحب للمتعة في أي عمل تقوم به يستوجب اشراك ثلاث من الحواس الخمس على نحو أقل بمعنى كلما كانت فاعلية الحواس الخمس في عمل ما قوية كلما كان التأثيرُ كذلك ..
بالرجوع إلى غاية التسطير أود الاشارة إلى أن من أجمل ماكتسبته ذلك الوقت، شغف العلم والمعرفة والأهم ثقافة البحث والتوثيق، ففي إحدى المستويات المتقدمة من برنامج اللغة حصل ولم تُدون لي احدى الاستاذات الدرجة المستحقة من جراء عرض بسيط لايتجاوز العشر دقائق بسبب وضعي لصورة باحدى شرائح العرض دون تذيليها بعنوان مصدرها، وعلى الجانب الآخر ، اخرى -لاتدين بالإسلام- استوقفتني بإحدى الساحات الكبرى (بتورنتو) انتقادا وتخطيئاً لمظهري وما أدينُ به محاجةً لي وله بكلمتين استمدتها من احد الاحاديث النبوية عن الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاه وأتم التسليم ..
أصرف ثلاثة ارباع يومي اطلاعاً على الكتب التقليدية والمصادر الالكترونية الأجنبية ومادونها للإطلاع على مستجدات التخصص موضع الدراسة تارةً وكثيرا كمتنفس يبعد للتثقف والتفقه ، وتيرٌ بغية تصحيح طريقة دراستي للغه في سنتي الأولى ، فلقد قادني القدر قبل شهرين لأحد الفصول الدراسية الغير تقليديه أعني أن المعلم يعتمد اعتمادا كليا على ترسيخ فكرة التعليم والبحث الذاتي من قبل الطالب ، فلقد كنا نقضي مايقارب السبع ساعات داخل الفصل الدراسي على جنبات القواميس -احاديه اللغه - لنُتعلم او نصحح سير استخدام المفردات موضع البحث..
المبتعث كائنٌ كغيره ، وعذرا للثلاث كلمات السابقه فقبل اربعة او خمسة أشهر منقضيه وبينما كان القصد التغريد كما العادة، وجدتني بأحد الهشتاقات التي كان بعضا منها يسئ ظناً لبعض أولئك الأحياء، فالمبتعث او المغترب على وجه العموم ومهما بدى عليه، ومهما كانت مدة ابتعاثه ، تعلم الكثير فأضعف ماقد يتعلمه القدرة أو المسؤلية تجاه القرارات كقرار ابتعاثه أو رجوعه مثلاً..
من أجمل أبعاد الإبتعاث معايشة الثقافات الأخرى والأجمل تقلد شعور السفير للدين والوطن، حقيقهً لا أعلم حجم ماتعلمته ولو كان المعيار ورقه وقلم و الطابع امتحان لكنت من أول المخفقين، كون القطعة الزجاجية التي أضعها أمام عيناي لم تعد صالحة كما السابق..
غالباً ما أبدأ إنهاء يومي بمحادثات قصيرة مع من أحب -وافتقد- بصحبة كوب قهوه ذو طابع عربي ، انتهاءً برشه او اثنين من عطر والدتي الذي اختلسته قبل العام واصداعاً بأياتٍ أقلب مسمعي وعيناي عليها ، أحمد الله ، يتحقق شعوري بالرضا المنشود، اغمض عيناي عن يوم وعامٍ انقضى ...
6 Sep 2013
بقلم: أحلام جميل السليماني
@ALSlimani_Ahlam