إن وطننا اليوم يزخر بثروات شبابية هائلة، أبصرت النور على انفتاح علمي وتوسع حضاري وانفجار تكنولوجي ، ساعد من نضوج أفكارهم وسمو إدراكهم وإنارة بصائرهم . لذلك كان لزاماً على مؤسسات مجتمعنا المدني من إدارات حكومية وجامعات وشركات ومؤسسات ومصانع إشراك العنصر الشبابي في تعاملاته الإدارية والتنفيذية والتعليمية وجميع تفاصيل بيئة العمل الخاصة والعامة . لأن هؤلاء الشباب هم الذين سيحملون عبء العمل في المستقبل القريب ، وهم الذين سيقومون بتطوير العمل الإداري وإدخال مفهوم الجودة الشاملة في شتى تفاصيله ، لأن وتيرة التطوير والتحسين الحالية لا تصل إلى الحد المأمول منها .
لقد راهن خادم الحرمين الشريفين ، ألبسه الله لباس الصحة والعافية ، على جيل الشباب الصاعد في مسألة الابتعاث الخارجي لإخراج جيل من أبناء وبنات وطننا الغالي ممن يحملون الشهادات العليا في مختلف التخصصات النظرية والعلمية ، لذلك كان من الضروري إشراك تلك الطاقات الشبابية القادمة في شتى المرافق الحكومية والخاصة ، لكي يستفيد الوطن ويستفيد أبناء الوطن كافة من تلك القدرات .
ثم إن المسؤولية الفردية الملقاة على عتق كل متعلم ومتعلمة من جيل هؤلاء الشباب ليست بالهيّنة ، فالأمل المعقود عليهم هائل ، والتوقعات المنتظرة منهم عظيمة ، والتحديات التي تواجههم مليئة بالصعوبات . ولكنني أعلم يقيناً بأن مستقبل هذا الوطن متوقف على إبداعهم ونجاحهم وإخلاصهم في عملهم ، وأعلم أنهم سيكملون مابدأه علماء الأمة الإسلامية الأوائل من تقدم علمي وعملي وحضاري ، وأعلم أن الطاقة الكامنة في قلب كل واحد من جيل شبابنا الصاعد تكفي لإنارة الوطن الغالي من شرقه لغربه ومن شماله لجنوبه .