تسجيل الدخول
مرحلة تعلم اللغة : رحلة ممتعة من  الإثنين, 09 كانون2/يناير 2017 13:35

     ‎يا منصور تكفى افزع لي وش أقول؟ قال ذلك صاحبي ونحن نقف أمام موظفي مطار هيثرو عندما بدأت رحلة ابتعاثنا منذ سنين ، حينها لم أكن أكثر حظًا أو أوفر علمًا في اللغة الانجليزية من صاحبي، لكن كان لدي كم كلمة جعلتني مصدر فزعة لنا جميعًا في التخاطب مع الآخرين، هاهي السنين مضت وتخرج صاحبي وحصل على الدكتوراة. وهنا نعود جميعًا لعنوان المقال مرحلة اللغة لكل مبتعث وسوف أتناول مجموعة من النقاط من تجاربي تساعد طالب اللغة ولعل أبرزها :

‎أولًا: كما تلاحظون كيف كانت أولى لحظات الوصول ومستوى اللغة لدينا، واليوم أصبح الكثير من المبتعثين يصل وهو في مستويات متقدمة، فلا تقلق مهما كان مستواك في اللغة. وكن واثقًا بأنك قادر ولا عائق أمامك يستحقك القلق والتردد في الانطلاق نحو رحلة ممتعة.
‎ثانيًا: جميع أنواع رحلات التعلم تحتاج ربط الأحزمة والاستعداد للانطلاق وأن هذه الرحلة لابد أن تكون متدرجة فمن الصعب الإقلاع بشكل مباشر، ولذلك ليس منطقيٍا أن يكون هناك اهتمام وتركيز غير مبالغ فيه في اختبارات اللغة (الايلتس وغيره) خلال بداية هذه الرحلة.
‎ثالثًا: استمتع في هذه الرحلة خلال الأشهر الأولى، وليكن التركيز فقط على اللغة ومهاراتها، ولا يشغلك كيف تجتاز اختبار ما، و تذكر أن هذه الاختبارات هي لقياس مستوى اللغة لديك فكيف يمكن أن تصرف انتباهك ووقتك عن تعلم اللغة وأساسياتها ولذلك نحن بحاجة لوقت كافي قبل التفكير بهذه الاختبارات.

‎رابعًا: اللغة ومهارتها هي حياة لابد من عيشها أثناء هذه الرحلة فدومًا نردد أن المعاهد لا تقدم أكثر من ٣٠-٤٠٪ من مصادر تعلم اللغة وهذا لا يعني تهميش دورها المهم والأساسي والالتزام بالتدرج من خلالها وما تقدمه لك، ولكن الدعوة هنا أن تدرك دورك المهم في التعلم من خلال أنشطة حياتك اليومية. فماذا قدمت لنفسك من نشاط خارج المعهد؟

وهنا بعض الأفكار في الأشهر الأولى من رحلة التعلم:
‎- ساعة من التجول بعد دراسة المعهد في التسوق والتحدث (مهارة المحادثة) قدر ما تستطيع مع أصحاب المحلات التجارية و غيرها، وإذا كنت تسكن مع عائلة فمن المهم أن تقدر أهمية وقت المحادثة معهم دون أن تكون مكثرًا و مراعيًا طبيعة حياتهم.
‎- القراءة المتنوعة (مهارة القراءة) مثلا كالصحف المجانية وأختر مقالًا أو اثنين ولا تكثر وحاول التعرف على الموضوع وترجم بعض الكلمات والمصطلحات وهذا له دور في الثقافة العامة .
‎- حاول كتابة بعض المقالات التي تقرأ وهنا تأمل أثناء الكتابة طريقة كتابة الجمل والعبارات ويكون تركيزك فقط على كيف تناول الكاتب الموضوع. وكيف تدرج في فكرته. وكيف عبر عن أفكاره. (مهارة الكتابة) وهذا سوف يساهم كثيرًا في تطوير المهارة لديك.
‎- لا يمكن أن تتحدث بطلاقة وليس ذلك مطلوبًا منك لكن هو طموح يحتاج وقت، إلا من خلال الاستماع الجيد والمستمر(مهارة الاستماع)، ولذلك متابعة القنوات و الاذاعات الانجليزية يعتبر مصدرًا مهمًا لا يمكن الاستغناء عنه ، فماذا فعلت؟ هنا النصيحة استمع كثيرًا مع التركيز على كيف يكون النطق والتراكيب للكثير من الجمل المركبة والمترابطة، من تجربتي كنت أخصص ساعة قبل النوم استماع مركز لإذاعات ومقاطع انجليزية و ربما صاحب هذا الاستماع محاولة كتابة بعض الكلمات وترجمتها لكن الأساس هو الاستماع و ترديد نطق الكلمات المسموعة .
‎ختاما: رحلة السنة الأولى في تعلم اللغة ينبغي أن تكون ممتعة، ومتدرجة، ومحددة الأهداف. لا تختلط الشهور الأولى منها بمهارات اختبار اللغة والانشغال بها بقدر التفرغ التام لتعلم مهارات اللغة واكتساب الكثير من ثقافتها مع الثقة بقدراتك وكسر الخجل في التعلم خصوصًا من الأخطاء وما أجملها في البداية كمصدر تعلم.

قييم هذا الموضوع
(0 أصوات)
منصور مزعل العنزي

محاضر في قسم المناهج وطرائق التدريس - جامعة تبوك

حاليا طالب دكتوراه - جامعة مانشستر

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

موقع الأكاديميون السعوديون © جميع الحقوق محفوظة 2020