وربط التقنية بمدرسة المستقبل ينبغي أن يتناول التقنية التعليمية والمعلوماتية بمفهومها الشامل الذي لا يقتصر فقط على الأعمال الإدارية أو دورها كوسيلة تدريس, بل يتسع ليشمل العملية التعليمة والتربوية والتنظيمية في المدرسة وما يرتبط فيها من عمليات تعلم وتدريس وتقويم وتواصل بين أعضاء المدرسة من جهة وبين المدرسة والمجتمع المحلي والخارجي جهة أخرى. لهذا يقول الصالح (1423ه) أن أغلب وجهات النظر حول الإصلاح التربوي تركزت على استثمار معطيات التقنية المعلوماتية لإحداث التحول في النموذج التربوي. هذا اتجاه إيجابي ومرغوب، ولكن التغير يكون في التقنية فقط، أما الفكر التربوي فيبقى تقليدياً في طرحه. فتأسيس الإصلاح التربوي المعاصر على التقنية ليس خطأ بحـــد ذاته، ولكن الخطأ الذي يتكرر مع كل تقنية جديدة هو النظر إلى أن التقنية (لوحدها) قادرة على إحداث التغيير المنشود.
لذا يؤكد الزكري (1431ه) على أهمية البدء بفلسفة تربوي خاصة لها أهداف محددة تسعى لتحقيقها. تعتمد هذه الفلسفة قي بنائها على عدة عوامل كالصورة المنشودة للطالب المتخرج وتقنية التعليم والمعلومات كمركز لتحقيق الصورة النهائية المرجوة للطالب وكمحور تطوير في المدرسة والرؤية التربوية للمدرسة الناجحة.
لذلك فإذا أردنا أن نواكب العصر والتقدم التقني فيه علينا أن نبتعد عن الأساليب التقليدية في استخدام التقنية في التعليم, فنسخ محتوى المنهج في أقراص صلب أو عرض الدروس في موقع إلكتروني لا يربط التقينة بالمدرسة بل أنه يضعف من تأثير التقنية في المدرسة. فالإصلاح التربوي لابد أن ينطلق من الرؤى التي تحكم التعليم والفلسفة التي يستند عليها والموقف التعليمي الذي نريد تصميمه . فالتحول ينبغي أن ينطلق من الأساس لا أن يقتصر على القشور. فطلاء واجهة منزل قديم لا تغير من عمره أو شكله الداخلي.