تسجيل الدخول
 الكتاب السحري وثورة قادمة في التعليم من  الأحد, 17 أيار 2015 13:51

أكثر من 75 مدرسة في السعودية قامت بإدخال الآيباد في الفصول الدراسية, في ظل توجه واضح من التربويين نحو استخدام الأجهزة الذكية في التعليم. الآيباد بعد أن اقتصر على الترفيه واستحوذ على جزء كبير من حياة أبنائنا, أثبتت تطبيقاته التعليمية المتنوعة نجاحاً في تعليم الناشئة مما سارع انتشاره في مدارس الدول المتقدمة التي بدأت تشيد بنحاح إدخاله في الفصول الدراسية. فجميع ميزاته من حيث إمكانية التنقل, وخفة وزنه, و وشاشة اللمس التفاعلية, وسهولة الاستخدام كانت كفيلة بجذب اهتمام الجميع من الأطفال الصغار إلى كبار السن.


وخلال السنوات الماضية تقلص الوقت الذي كان يقضى مع الكتاب العادي وتوافد القراء الصغار على القراءة الرقمية وقضاء ذلك الوقت مع الأجهزة الذكية. ولكن حلول التقنية محل الكتاب العادي استغنى عن جميع ميزات الكتاب الورقي التي اتفق عليها التربويون, من حيث كفاءة البيئة التعلمية للكتاب.1


الكتاب السحري كان هو الحل لدمج الكتاب العادي بالمحتوى الرقمي عن طريق تقنية الواقع المدمج. فهو يختلف عن غيره من تقنيات التعليم التي استبدلت الكتاب الورقي تماماً بالوسائط الرقمية. وفي نقلة نوعية لجذب "القراء الرقميين" الصغار نحو الكتاب العادي, وليشكل ثورة قادمة في مجال التعليم. تقنية "الواقع المدمج" تحدثت عنها في مقالي السابق, وذكرت أنها بالتطورات المؤخرة التي طرأت عليها أصبحت بالنضج الكافي لتدخل مجال التعليم. و مع ظهور كتاب الواقع المدمج (الكتاب السحري) أصبحت تلفت أنظار التربويين أكثر لتوفيرها بيئة تعليمية تحتفظ بمميزات الكتاب العادي. بالإضافة إلى دخول الآيباد للمدارس الذي جعل فرص الاستفادة من هذه التقنية في التعليم أكثر إمكانية وأقل تكلفة.



الكتاب السحري(Magic Book)  كان هو الاسم الأول لكتاب الواقع المدمج والذي كان أول إطلاق رسمي له في عام 2008 م. وكما هي تقنية الواقع المدمج فإن الكتاب المدمج يعمل بنفس الطريقة ولكن باستخدام الكتاب والجهاز الذكي معاً. فهو كتاب عادي يمكنك أن تقرأه وتتصفحه بشكل طبيعي دون تدخل أي جهاز, ولكن عندما تنظر لهذا الكتاب من خلال الأجهزة الذكية (الآيباد أو غيره) فسوف ترى العنصر الافتراضي يقف فوق الكتاب. هذا العنصر الافتراضي قد يكون فيديو, أو رسوم متحركة, أو رسوم ثلاثية الأبعاد.....الخ).

فقد يفتح الطالب كتاب العلوم على سبيل المثال ويقرأ عن الكواكب والمجرات, ثم ينظر للكتاب من خلال شاشة الآيباد فتظر له الكواكب في تدور في مداراتها حول الشمس بشكل ثلاثي الأبعاد لتشرح له الصورة بشكل واقعي. وقد يقرأ الطالب كتاب التاريخ ليرى فلماً حقيقياً عن الحقبة الزمنية التي يتعلمها, وقد يقرأ كتاب اللغة الإنجليزية ويرى رسوم متحركة للكلمات وطريقة نطقها بالصوت والصورة. وغيرها من المجالات المتعددة التي يمكن أن تضيفها الوسائط الرقمية للكتاب العادي بحيث تزود الطالب بدعم رقمي فوري للجزء الذي يقرأه دون الحاجة لأن يستخدم القرص المدمج المرفق مع الكتاب المدرسي, ودون الحاجة لأن يغادر الكتاب ليدخل الحاسب من أجل المعلومة الرقمية.

screen480x4802

* المراجع:

1. Billinghurst, M. & Duenser, A. Augmented Reality in the Classroom. Computer (Long. Beach. Calif). 45, 56–63 (2012).

2. أخبار العربية السعودية

قييم هذا الموضوع
(1 تصويت)
هيفاء عبدالرحمن الحميدان

محاضرة في جامعة الأميرة نورة، وطالبة دكتوراه في جامعة لفبرا في تخصص التصميم التفاعلي

مواد متعلقة

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

موقع الأكاديميون السعوديون © جميع الحقوق محفوظة 2020